حضر المشهد الإيراني بشكل متباين في منظومة القنوات الإخبارية (العربية والأجنبية) بتغطيات مصورة تختلف كثافتها وفق تطور الأحداث على الأرض من جهة، والسياسيات التحريرية للقنوات الإخبارية من جهة أخرى، التي يتباين ـ أيضا ـ تأثيرها الإعلامي بشكل مختلف على الموقف الرسمي وسلوكيات الجمهور الإيراني في آن.
لذلك نجد أن الصدام الإعلامي بدأ تحديدا مع شبكة بي بي سي البريطانية، لكونها تغطي الحدث عبر (بي بي بي سي الفارسية) وتبث باللغة الفارسية إلى المشاهدين الإيرانيين من جهة، مع إعادة تدوير المادة التلفزيونية في قنوات الشبكة البريطانية وبثها باللغات العالمية الأخرى، مما عزز تأثيرها الإعلامي إيرانيا ودوليا، وأصبحت لاعبا مؤثرا في مجريات الأحداث الإيرانية على الأرض، خاصة مع استثمار نشطاء الإعلام الجديد في إيران، وتوظيفهم كمراسلين يوثقون بالصوت والصورة مجريات الأحداث، فأصبح الإعلام القديم في الملف الإيراني معتمدا في المعلومة والصورة؛ على مايقدمه الإعلام الجديد عبر مواقع شبكة الإنترنت، سيما مع توتر الوضع على الأرض، وبروز تحديات حقيقية في التغطيات الإعلامية، لجهة التشويش الإعلامي، وتحديد نطاق مساحات التحرك.
وعند إجراء مقاربة إعلامية لآلية معالجة الحكومة الإيرانية لأزمة الانتخابات وتداعياتها، يبرز ضعف المعالجة الرسمية للأزمة بالمعنى الإعلامي والاستراتيجي، مما أسهم في تفاقم حجم الخسائر، واتساع نطاق الأزمة، التي بدأت باعتراض على آلية الفرز، وانتهت بالتشكيك بشرعية النظام القائم، وتشويه صورته بشكل كبير، فالحكومة وتيار المحافظين، أظهروا ارتباكا لافتا في كيفية التعامل مع الحدث إعلاميا، وباتوا يتلقون الضربات الإعلامية، من الداخل والخارج، بشكل أضعف موقف المحافظين، دون مبادرة بديلة، أو استراتيجية تخفض معها حجم الخسائر.
بينما نجح الإصلاحيون في الحصول على تضامن شعبي كبير، وتأييد دولي (خجول) وتعاطف إعلامي(واسع) من خلال صور ضحايا الانتخابات والعنف المصاحب لها، مع استثناءات إقليمية، رأت المراهنة على الجواد الفائز (نجاد) بصرف النظر عن ملابسات الفوز، إذ زار وزير خارجية (عمان) طهران، واجتمع مع (نجاد) فيما أشاد أمير قطر بالانتخابات الإيرانية، بينما انتهجت بقية دول الخليج الأخرى سياسة الانتظار والترقب.
إجمالا، تغيير الرؤساء في إيران لايترتب عليه تغييرات جوهرية في السياسات الخارجية، قد يكون هناك تغييرات في لغة الخطاب، وأولوياته، إلا أن الرؤية، والأهداف ثابتة ومتمركزة في يد المرشد الأعلى، بصرف النظر عن الهوية السياسية للرئيس، محافظا، أم إصلاحيا كان.
ويتذكر المراقبون جيدا فترة رئاسة السيد خاتمي لإيران، فبالرغم من فكره الإصلاحي وخطابه الانفتاحي، خاصة مع دول المنطقة، إلا أن ذلك لم يتحول إلى برنامج عمل على الأرض.
عموما، إيران تشاطرنا الدين والجغرافيا، وأي فوضى تحدث فيها، أو منها، تؤثر في منطقة الخليج بأسرها، خاصة مع التهديدات الإسرائيلية القائمة، لذلك من مصلحة إيران إطلاق مبادرة داخلية (شعبية) لاحتواء أزمتها المتصاعدة، وإطلاق مبادرة خارجية ترمم بها خسائرها، إقليميا ودوليا.
alfirm@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 166 مسافة ثم الرسالة
لذلك نجد أن الصدام الإعلامي بدأ تحديدا مع شبكة بي بي سي البريطانية، لكونها تغطي الحدث عبر (بي بي بي سي الفارسية) وتبث باللغة الفارسية إلى المشاهدين الإيرانيين من جهة، مع إعادة تدوير المادة التلفزيونية في قنوات الشبكة البريطانية وبثها باللغات العالمية الأخرى، مما عزز تأثيرها الإعلامي إيرانيا ودوليا، وأصبحت لاعبا مؤثرا في مجريات الأحداث الإيرانية على الأرض، خاصة مع استثمار نشطاء الإعلام الجديد في إيران، وتوظيفهم كمراسلين يوثقون بالصوت والصورة مجريات الأحداث، فأصبح الإعلام القديم في الملف الإيراني معتمدا في المعلومة والصورة؛ على مايقدمه الإعلام الجديد عبر مواقع شبكة الإنترنت، سيما مع توتر الوضع على الأرض، وبروز تحديات حقيقية في التغطيات الإعلامية، لجهة التشويش الإعلامي، وتحديد نطاق مساحات التحرك.
وعند إجراء مقاربة إعلامية لآلية معالجة الحكومة الإيرانية لأزمة الانتخابات وتداعياتها، يبرز ضعف المعالجة الرسمية للأزمة بالمعنى الإعلامي والاستراتيجي، مما أسهم في تفاقم حجم الخسائر، واتساع نطاق الأزمة، التي بدأت باعتراض على آلية الفرز، وانتهت بالتشكيك بشرعية النظام القائم، وتشويه صورته بشكل كبير، فالحكومة وتيار المحافظين، أظهروا ارتباكا لافتا في كيفية التعامل مع الحدث إعلاميا، وباتوا يتلقون الضربات الإعلامية، من الداخل والخارج، بشكل أضعف موقف المحافظين، دون مبادرة بديلة، أو استراتيجية تخفض معها حجم الخسائر.
بينما نجح الإصلاحيون في الحصول على تضامن شعبي كبير، وتأييد دولي (خجول) وتعاطف إعلامي(واسع) من خلال صور ضحايا الانتخابات والعنف المصاحب لها، مع استثناءات إقليمية، رأت المراهنة على الجواد الفائز (نجاد) بصرف النظر عن ملابسات الفوز، إذ زار وزير خارجية (عمان) طهران، واجتمع مع (نجاد) فيما أشاد أمير قطر بالانتخابات الإيرانية، بينما انتهجت بقية دول الخليج الأخرى سياسة الانتظار والترقب.
إجمالا، تغيير الرؤساء في إيران لايترتب عليه تغييرات جوهرية في السياسات الخارجية، قد يكون هناك تغييرات في لغة الخطاب، وأولوياته، إلا أن الرؤية، والأهداف ثابتة ومتمركزة في يد المرشد الأعلى، بصرف النظر عن الهوية السياسية للرئيس، محافظا، أم إصلاحيا كان.
ويتذكر المراقبون جيدا فترة رئاسة السيد خاتمي لإيران، فبالرغم من فكره الإصلاحي وخطابه الانفتاحي، خاصة مع دول المنطقة، إلا أن ذلك لم يتحول إلى برنامج عمل على الأرض.
عموما، إيران تشاطرنا الدين والجغرافيا، وأي فوضى تحدث فيها، أو منها، تؤثر في منطقة الخليج بأسرها، خاصة مع التهديدات الإسرائيلية القائمة، لذلك من مصلحة إيران إطلاق مبادرة داخلية (شعبية) لاحتواء أزمتها المتصاعدة، وإطلاق مبادرة خارجية ترمم بها خسائرها، إقليميا ودوليا.
alfirm@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 166 مسافة ثم الرسالة